عريس الغفلة

جزء كبير من ثقافة المجتمع الأردني يتمحور حول الزواج وبخاصة الزواج التقليدي، يعني إذا بتقعد مع أي مجموعة بنات سواء مروا بتجارب من هاد النوع أو بعرفوا بنات مروا فيها بتسمع قصص أشكال ألوان، حتى إنه في بنات صاروا يعتبروها مصدر تسلية، بينما بنات تانيين ما بستسيغوا الفكرة بس بقبلوها لأنه هي الطريقة الوحيدة أو لأنه إذا رفضوا “يستقبلوا عرسان” حسب المصطلح الشائع ممكن يصيروا الناس يحكوا عليهم (هاي البنت شايفة شوفة) أو (شكلها عاملة عملة) أو (شايفة حالها). في الواقع، في بنات مرات بكونوا مهووسين بالفكرة لدرجة إنه بصير كل شي في حياتهم يتمحور عليها، يعني بتلاقي البنت ما بتطلع إلا حاطة مكياج ومزبطة حالها عشان بركي شافتها وحدة وخطبتها لابنها أو شافها واحد وحكا لأمه حوليها، أو إنها بتحاول تخفي أشياء في شخصيتها عشان “هادا الإشي ما بعجب الناس وممكن إذا الناس عرفوا إنها بتفكر هيك أو بتعمل كذا ما حدا يخطبها”. مش عيشة بصراحة… ارحموني! هادا غير الناس اللي بدوروا على صور البنات في الكتاب السنوي المدرسة والجامعة أو إذا بشوفوا تهنئة بالتخرج في الجريدة. واللي أحلى من هيك اللي بطلعوا رقمها من ديوان الخدمة المدنية، عشان يضمنوا إنها بتشتغل! س

وعشان أعطيكم أمثلة على بعض الحالات الواقعية، قعدت مع مجموعة بنات بعرفهم عندهم خبرة في الموضوع ومروا بتجارب، وكانت هذه هي قصصهم: س

س (ع. ج) بنت محترمة ومثقفة في الـ28 من عمرها، غير مرتبطة مش لأنها رافضة فكرة الارتباط وإنما بسبب الشوفات اللي شافتها، مثلاً: س

واحد إجا يتقدملها وكان مبسوط ومتفائل، والسبب هو إنه بعت اسمه واسمها على قناة من القنوات اللي فيها عداد حب بعطيك نسبة التوافق بين شخصين بناًء على اسمين بتبعتهم في رسالة إس إم إس، وطلع التوافق بينه وبينها 100%! س

واحد تاني تقدملها ولما قعدت معاه كانت تسحب منه الحكي سحب، يعني مثلاً بتسأله: كيف حياتك في |البلد اللي هو عايش فيها” بقوم بقولها: حياتي عادية. وبس، وفوق هيك بدوا إياها تتزوجه خلال 10 أيام وتسافر معاه وتتغرب وفوق هيك وهيك زعل لما عرف إنها عملت استخارة! س

واحد تالت بقوللها: “أنا ضد تعليم المرأة، وضد عمل المرأة، بس هادا المجتمع موازينه مقلوبة عشان هيك أنا مضطر أدور على زوجة بتشتغل، وأنا في رأيي إذا كانت زوجتي شايفتني محتاج وما طلعت تشتغل بكون فيها خلل” س

وحدة تانية جاي مع ابنها صارت تسألها: شو رقمك في ديوان الخدمة؟

واللي جاي مع أخوها وصارت تحكي عنه وتقول إنه عنده موظفات كتير (بمعنى إنه هم فضلوها على كل هدول الموظفات) وبعدين قالت: أخوي إلو جزء في بيت أهلي بس إذا بتحبي تشتغلي وتستأجروا برة إنت حرة…س

أما (س. أ) فقصصها أقل تطرفاً لأنها معظمها كانت تنتهي على التلفون قبل ما تبدا، زي اللي مرة اتصلت على البيت  بعد ما شافت صورتها في الكتاب السنوي تاع الجامعة وسألتها: إنت قديش طولك طيب؟ بتعرفوا الصورة ما بتبين الطول! س

وحدة تانية حكت تلفون تطلب موعد عشان أخوها، وصارت تحكي عن أخوها وإنه موظف كبير في البنك الفلاني ولما سألوها عن اسمه ما رضيت تحكي، فحكولها ليش يعني اسمه عيب؟ فقالتلهم: أخوي وضعه كتير حساس في البنك ما بقدر أحكيلكم اسمه بس نيجي عندكم بنحكيلكم، طبعاً هم ما وافقوا فقامت حكت للبنت بما معناه إنها هي الخسرانة وإنه أخوها لقطة ومعاه بي إم! س

أما (ل. ف) فحكت حوار كتير مشوق صار بينها وبين واحد من اللي تقدمولها: س

الشاب: قديش بتصرفي بالشهر؟

البنت:  أنا بحب أصرف بصراحة ومرات بشتري أواعي غالية إذا بتعجبني

الشاب: يعني لو أعطيتك مصروف للبيت بتروحي بتشتري فيه أواعي؟

البنت: لأ طبعاً (بصراحة أنا مش عارفة ليش جاوبت أصلاً، لو أنا بفترض إنه بمزح) س

الشاب: شو بتحبي تعملي أشياء؟

البنت: بحب أسبح

الشاب: بتسبحي بمايوه؟ (شو رأيك مثلاً؟) س

أما (هـ. ق) فكانت خاطبة فعلاً وما صار نصيب وفسخت الخطبة، بعد ما فسخت الخطبة طالبها العريس تدفعله تكاليف دراسة سنة كاملة في الجامعة لأنه هي اللي اشترطت عليه يكمل دراسة ودرس سنة في الجامعة قبل ما يتركوا بعض، هادا غير دكتور الجامعة اللي ُيفترض إنه شخص متعلم وفهمان ومع ذلك رابط حياته وعلاقته باللي بدو يتزوجها بالأبراج

وبتذكر مرة صاحبتي وإحنا في الجامعة شافها واحد فإجا صار يحكي معها ويسألها أسئلة عن حالها وعيلتها فهي فهمته إنه أبوها معطيها حريتها ومن هالحكي، قام قالها: يعني إنت مشكلتك بس إنك متحررة شوي بس ممكن ندبر هادا الموضوع! ولما فهمته إنها ما بدها إجا تاني يوم بقوللها: سمعت إنه عندك أخت ملكة جمال، صحيح هالحكي؟

يعني واحد جاي بدو يخطب وحدة عشان شافها حلوة وشكلها مناسب بس بدو يغيرها على كيفو، زي كإنه بدو ياخد القالب بس يغير كل شي جوا، وهي أو أختها مش مهم ما هم التنتين حلوين!   س

اللي بدي أوصله هون إنه الناس في مجتمعنا لازم يغيروا نظرتهم للزواج، مرات الناس بفكروني ضد الزواج، أنا مش ضده، أصلاً هاي سنة الله في الكون، هاي سنة الحياة، أنا ضد المفاهيم الشائعة عن الزواج اللي بتعتبر الزواج غاية وهدف بحد ذاته بتضل البنت تفكر فيه من وهي صغيرة ، أو مسؤولية اجتماعية لأنه البنت اللي مش متزوجة المجتمع بتطلع عليها بنظرة شفقة أو شك، للأسف، أو حتى وسيلة لتأمين المستقبل فبتلاقي الناس بستعجلوا وبتزوجوا عشان خايفين يكبروا ويضلوا لحالهم، أو مسالة عادات، إنه اللي عليك عليك، أو منافسة وغيرة زي اللي بصير بين البنات، أو، او، أو…. تعددت الأسباب والطلاق واحد! س

في النهاية بتمنى الناس يفكروا مزبوط قبل ما ياخدوا هاي الخطوة لأنه الموضوع أكبر من عرس بيخلص في كم ساعة، مش عشان إشي، بس لأني بكره أشوف الناس اللي متزوجين من كم سنة ومش طايقين يحكوا مع بعض، وبكره أشوف ولاد صغار عايشين مع أم وأب بتخانقوا كل يوم، وبكره أشوف وحدة عمرها في أول العشرينات ومع ذلك صارت مطلقة وعندها ولد، وصار صعب عليها تحلم بالأشياء اللي أي بنت في عمرها المفروض تحلم فيها، وبكره أشوف بنت كانت طموحة ومنطلقة ولما تزوجت صار كل همها ترضي زوجها وعيلته ولو كانوا على غلط، وصارت وجهة نظرها في الحياة إنه أهم إشي شكلها عشان تعجب زوجها وإنه لما اتنين يتزوجوا لازم راس واحد فيهم “ينكسر”… ويا ريت نربي بناتنا وولادنا وهم صغار على الثقة بالنفس والاحترام والاولويات في الحياة، بركي صار عنا جيل بفكر كيف ممكن يخلوا العالم مكان أحسن لما يكبروا… بدل ما يفكروا في يوم عرسهم ومين يكسر راس مين!  س

وبطلولنا هالرخص، واللي ع راسه بطحة بسلم عليكم… س

 

 

12 responses

  1. ضحكت كثيرا لهذه القصص الغريبه العجيبه وأرجو ان تصل لأكبر عدد من القراء. بصراحه انا لم اسمع بقصص كهذه من قبل. ولكن للأسف هذه القصص في الواقع هي مأساة ليس للفتاة فقط ولكن للمجتمع بأكمله. كما ذكرت في بعض هذه القصص الرجل لم يكن الوحيد في المشكله فالأخت او الأم كانت هي سبب المشكله في الاسئله الغبيه.ـ
    أنا لاأريد ان اخلي مسؤولية الرجل هنا ولكن في مجتمع كمجتمعنا النساء (الأم او الأخت أو العمات والخالات) لهم نصيب من هذه المسؤولية ايضا. مع ذلك بعد قراءة هذه القصص يجب على كل رجل أردني ان يحمد الله كل ساعة انه رجل. فعلا وضع البنات في بلدنا صعب وانا اشهد على ذلك خصوصا بعد ان عرفت ما يسأله عرسان الغفله.ـ.

  2. lel asaf mahma mojtama3na b7ko 3ano “mothaqqaf” o “met3allem”
    bedal 3ndo nesbet ta5allof 5orafeye!
    o lesa el nas ma btefham b3a2elha !
    kollo bedo 3al sree3 yo5los..
    kalam mazbou6 100%
    o lesa bedna kteer 3abel ma tentasher thaqafe “3’er mota5allefe” 3ena!

  3. Thumbs up sister. You just put it right. A little biased though. My take on this is that you should add some stories for the other gender (i.e. us)!

  4. كلام جميل..وفهلا الله يعين البنات, واللي عندوا اخوات أكيد حاسس بمعاناة البنات هالأيام

    بس برضوا الأمور صارت كتير صعبى على الشباب..ومافي حدا برحم هالأيام, وماحدا مستعد يستغني عن شيء

  5. what a beautiful post. I enjoyed reading, and the stories are really funny. I never went through this experience before I got married, but most of my friends did. Traditional marriage worked well with most of them. The only thing I remember they ever complained about was the fact the the guy’s family never calls the girl’s if there was “no naseeb”! The girl and her family -after hosting the other family- should “understand” that they guy’s family isn’t interested at all…shame shame shame!

Leave a reply to Mayyasi Cancel reply