آخر مرة شفت ليث قبل كم شهر حكالي إنه والده في مراحل السرطان الأخيرة، وإنه قرر يوقف العلاج ويعيش اللي باقي من أيامه بدون قرف المستشفيات والأنابيب الموصوله بكل جزء في جسمه.كنت بعرف إنه والده بكتب شعر من زمان وإنهم كانوا مفكرين ينشروله ديوان وإنه كان متحمس للموضوع، بس لما سألته شو صار حكالي إنه غير رأيه وما قدر ليث يحصل على الأشعار المخبية عنده عشان ينشرله إياها، كإنه المرض خلاه يفقد رغبته في أي شيء في الحياة. حكالي إنه قرأ أشياء كنت كاتبتها وحبها، وحكيتله إني حابة أزوره وطبعاً متل أشياء كتير في الحياة أجلت الموضوع حتى فات الأوان.
عمو أبو ليث، نجاح الأدهم، توفى الأسبوع الماضي، لكن ما فات الأوان إنه نعطيه التكريم اللي بستحقه، ونشارك جزء من الإرث اللي تركه، في قلوب الناس وعلى الورق، ومنه هذه القصيدة
كفر الشاعر
وأفكــــــاري مقيــــــــدة بهـا الارهـــــاب يستـــاثـر
يـــراعــــي جـف منبعـه وجـف مـداده الـــــزاخــــر
فـــلا وطني غـــدا سكنـا ولا فـــردوســه نــــاضــــر
وماعـــادت جـــداولـــــه وصــوت خريـرها الساحـر
تثيــر بشاعــر مثــلـــــي شعـــورا ينطـــق الشاعـــر
وكنت أذوب فــي صغري بحسن جمـــــالـــه الآســـر
أغنـــي فـــي مـــرابعـــه كــــــــأني بلبــــــل طــائـــر
وتطـــــربني اغانيــــــــه ورقـص السحـــج والسـامـر
بــه قــد داعبــت قلبــــي انـــــامــــل حبــــي البـــاكـر
وكـــم نــاجيــت انجمـــه وبحـــــت لبـــــدره السـاهـر
كفـــرت بمـــوطنـي لا لا وحــــاشا لسـت بـالكــــــافر
كفرت بأمــــــــة رضخت لعنـــــف القهـــــر والــــذل
كفرت بأمــــــــة تجتـــــر مــــــاضيهـــا علـــى طلــل
كفــــــرت بأمـــة خضعت لمنحـــــــــــل ومحتـــــــــل